الحديدة مدينة السلام التي ماتت
يمنات
عبده العبدلي
الطريق إليها اصبحت شاقة جدا .. عليك ان تسلك أكثر من طريق لتصل إليها .. ان تجوب شوارعها وتستمتع بالبحر وامواجه المتلاطمة وتشكو إليه همومك فذلك تطاول على القدر .. هناك مناطق كانت متنفسا للعامة فتحولت إلى مناطق عسكرية .. الحديدة لم تعد الحديدة .. الحزن يكسوها بعد أن غادرها معظم سكانها وكتب عليهم النزوح عنوة .. الحنين إلى ماضيها الجميل بات حلما يراود سكانها البسطاء .. هناك إصرار عجيب على أن تبقى الحديدة ساحة حرب ومركز أطماع .
لاشيئ يشير إلى تجنيب الحديدة ويلات الحرب وكارثيتها .. أي جرم اقترفته هذه المحافظة البائسة ؟.. كيف ماتت مدينة السلام ؟.. من شل حركت موانئها واسواقها التجارية ؟.. أين باب مشرف .. السوق الذي لاينام .. ذلك التجمع التجاري الذي كنا نقصده كل يوم لشراء متطلباتنا ويشتد الزحام فيه قبل كل عيد .؟. اين محلات السروري الذي اشتريت منه اول ساعة يدوية مازلت احتفظ بها للذكرى ؟.. أين محل حمدوه للايسكريم الذي كان يتميز بنكهة خاصة ؟.. اين بائعي الفل والمشبك والمخلوطة ؟.. اين بائعي الالعاب النارية ؟ .. اين مطعم مهدي الذي كان يفتح شهيتنا برائحة طبخه الذي يسيل لعاب المارة ؟.اين سوق المطراق الذي كنا لانجد مكانا لنركن فيه سياراتنا حيث رجل المرور هناك يتربص بكل سائق ويمنعه من الوقوف ؟ .. اين محلات الدبعي للعطور ؟.. اين مطاعم الشيباني للفول ؟.. أين ذلك الزمن الجميل الذي عشناه بكل تفاصيله ؟.
اين ذهبت الحركة الرياضية وأنشطة الأندية ؟ .. أين الأهلي والجيل والهلال وسهام المراوعة وشباب الزيدية وشباب باجل وسلام زبيد وغيرها من الأندية ؟ .. أين نجوم تلك الحقبة ؟ .. اين شارع صنعاء ورمسيس للخياطة الذي كنا نذهب إليه كل عام لنحجز بدلة العيد ؟.. اين استوديو فينوس الذي كنا نلتقط فيه صورا مازلنا نحتفظ بها ؟ .. اين صالون الأهلي والعم حسن ؟ . اين المطاعم الشعبية التي في سوق الهنود حيث السمك الطازج ومقالي الزقيني التي لم تغادر الذاكرة ؟.. اين زملاء الأمس الذين كنت اقضي وإياهم اروع الأوقات على ساحل الكورنيش بعد انتهاء اليوم الدراسي ..
اين عبدالله الخولاني ومحمد جمال وعصام جمال والمصباحي وعلي حسن ودحفش ومقبل وغيرهم كثير من دفعة المعلمين في أوائل التسعينات من القرن الماضي؟ .. وأخيرا هل فعلا مات ذلك الزمن الجميل وماتت معه الحديدة مدينة الهدوء والسلام ؟ .. ام ان هناك أمل سيبقى في وقف كل ذلك لتعود هذه المدينة عروسا للبحر الأحمر ويذهب عنها وعن أهلها كل هذا الحزن والألم والمعاناة ؟.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.